المركّب الثّقافيّ و “كهف الفنون” بالكاف : بادرة ثقافيّة كبرى تبرز متانة العلاقة بين البحث و الإبداع و الفن” في خدمة الناس .. عرض :شمس الدّين العوني – تونس

شمس الدّين العوني

ضمن المناشط  الثقافية و الفنية و الإبداعية المتعددة لعاصمة الشمال الغربي الكاف و تحديدا تلك التي تنتظم في المركّب الثقافي الصحبي المسراطي بإدارة الأستاذ نعمان الحباسي و في تجربة ثقافية جديدة مع  سياق الفعل الثقافي العربي ” تونس بلد الفن “، بادر المركّب الثقافي المذكور  بالتعاون مع الفنان التشكيلي عمّار بلغيث صاحب  “كهف الفنون” بمدينة الدهماني-   وهو فضاء بعثه منذ بضع سنوات بعد إقامة  طويلة بالخليج العربي  –  بتصميم مشروع “محمية للمبدعين”  بمدينة الكاف.
و تعدّ هذه الشراكة الثقافية بين  المركّب الثقافي “الصحبي المسراطي” و”جمعية ألتيبروس للخيال” مجالا لدمج كهف الفنون بالدهماني في اطار المسلك النباتي والسياحي بالكاف لمحاربة الإرهاب بعدد من المقترحات الثقافية حتى تكون للناشئة  من أبناء الجهة دور و فضاءات للإنتاج الثقافي  تُخصَّص للتكوين والتدريب و الإبداع  بغية اكتشاف المواهب و رعايتها و تفعيل الحراك  الإبداعي  بهذه المدينة  التي كانت تسمى قديما سيكافينيريا.
ويرمي هذا برنامج هذا المشروع  إلى إنشاء  فضاء ثقافي يرعى 20 فنانا من أبناء الجهة ومن مختلف التخصصات  ويكون مفتوحا للمواهب الشابة التي تتراوح أعمارهم بين 15و30سنة، كما سيسعى إلى  ترميم المحمية الثقافية و تنظيم دورة تدريبية في الرسم لتنمية المهارات الفنية لـ20 تلميذا والحصول على 40 لوحة فنية قابلة للعرض لنشر الوعي الفني والحس النقدي  بين  500 تلميذ من أرياف الجهة و الجهات القريبة منها مثل جندوبة والقصرين و باجة وكذلك   وتنظيم  عشر  زيارات كل أسبوع و بعث محضنة ضمن المحمية  الثقافية ترعى  25 فنانا  شابا وشابة  يسهر على الأخذ بأيديهم فنانون محترفون .

هذا المشروع المهم بوسعه تنشيط الحركة الثقافية على نطاق واسع و الدفع مجددا بالسياحة الثقافية بالجهة. وفي هذا السياق ستوجه الدعوة إلى  خمسة فنانين  عرب محترفين ليطلعوا على المشروع و  خاصة  على  تجربة المحمية الثقافية و يسهموا في تنشيطها   بتقديم بعض الندوات والفقرات الفنية.
و في هذا السياق استعرض السيد نعمان الحباسي مدير المركّب الثقافي بالكاف و المشرف على متابعة هذا المشروع عدة أفكار ومقترحات  كان قد تقدم بها إلى وزير الثقافة بمناسبة زيارته الأخيرة للجهة في إطار برنامج “مدن الفنون “لافتا  انتباه الوزير  إلى أهمية  هذه التجربة وداعيا إياه إلى دعمها.

و في إطار هذا المشروع احتضن  المركّب الثقافي “الصحبي المسراطي” بالكاف أياما مفتوحة بعنوان “أيام تظاهرة محمية المبدعين” في الفترة  الممتدة من 17 إلى 22 أكتوبر . ففي يوم 17 أكتوبر 2016  نظم عدة مناشط منها معارض مخصصة للفنان عمار بلغيث و لمختلف منتجات الاطفال في مسابقة عنوانها ” أطفال المحمية ..هم فنانون أيضا …”  ،فضلا عن المعارض الخاصة  بالمنتوجات التقليدية لعدد من الجمعيات الحرفية بالجهة. و في يوم الاربعاء 19 أكتوبر  انتظمت  بعض ورشات الرسم بإشراف فنان سيكافينيريا المتميز و صاحب كهف  الفنون و شريك المبادرة المذكورة الفنان عمار بلغيث.
أما ورشة الفوتوغرافيا فقد سيّرها  الفنان صالح القلعي يومي 21 و22 أكتوبر 2016  ، كما سيّر السيد ماهر العمدون يوم 24  من الشهر نفسه ورشة  خصصت لمعالجة الصورة و اضطلع  الأستاذ الأزهر الفرحاني بتنشيط ورشة فن الممثل  وقدّم الأستاذ معز التيساوي يوم 21 أكتوبر عرضا لفرقة الراشدية و يوم 28 أكتوبر عرضا فرجويا بعنوان  (كيف الكاف).

و من العروض المسرحية التي قُدّمت في الأيام المفتوحة للتعريف بمشروع  “محمية المبدعين” نذكر “مريض الوهم” للأزهر الفرحاني – و هي من إنتاج مؤسسة  المركب الثقافي الصحبي المسراتي- ومسرحية “أرض الفراشات” لمركز الفنون الدرامية و الركحية بالكاف.

وفي باب النشاط الموسيقي   انتظم  يوم 22 أكتوبربفضاء مسرح الجيب بالكاف عرض  في موسيقى الراب للثلاثي لارتيستو وغستمان وريان قلعي.
هكذا  يلوح  مدى العلاقة العضوية في مدينة الكاف  ضمن هذه البادرة الثقافية الكبرى بين البحث و الإبداع و الفن في خدمة الناس و الوعي بأهمية دور الفن و الثقافة في خدمة التنمية الجهوية و الإقليمية  .وذلك لكي تشع  هذه المدين ة العريقة بمبدعيها و مؤسساتها و رموزها على الجهة  كلها .. بل  على الوطن بأسره .