أرشيف تعاليق محمّد صالح بن عمر النّقديّة على الشّعر:13 : قصائد ألينا مرتيناز: 13- 1: بارقةُ أملٍ 9 أكتوبر,2016 ألينا مرتيناز يرافقُني في كلِّ الحروبِ التي أخوضُها في جميع معاركي الحاليّةِ والسّابقةِ في كلِّ أفراحي وأتراحي منذ أقدمِ لحظةٍ أقدرُ على استعادتِها هو رفيقي الوفيُّ في كل وَقْعةٍ أشهدُها في هذه الدّنيا لم يغبْ عنّي لحظةً تارة يكونُ مُحتشمًا وطورًا ينأى بنفسِهِ عن الزّحامِ وفي كثيرٍ من الأحيانِ يتراجعُ إلى الوراءِ ويظلُّ ينتظرُ في رَدْهةِ السّكونِ أو في جلبةِ الوجودِ إلى أن تُنسجَ حُبكةُ تاريخِنا المشدودةُ على شلّةِ الغزلِ بخيوطِ الذّاكرةِ المضفورةِ سأتركُ لكَ صفحةً بيضاءَ لم يدوَّنْ فيها شيءٌ يمتدُّ الصّمتُ بين هوامشِها لم تردْ فيها كلمةٌ “مصادفة” ولا كلمةٌ “خنجر”. وفي أوجِ صخبِ الجُملِ سأتركُ لك كلمةً صغيرةً كلمةً صغيرةً واحدةً كلمةً هادئةً رصينةً : “أمل” (شاعرة ت إسبانيّة كنديّة ) لهذه القصيدة التي ترسم فيها ألينا مرتيناز جزئيّا صورة لذاتها شيء غير يسير من الأهمّيّة بالنّسبة إلى النّاقد الذي يُعنى بشعر هذه الشّاعرة ، لما قد يجده فيها من معلومات يمكن أن تضيء له جانبا مهمّا حاسما من نفسيّتها .وهو طبيعة رؤيتها لذاتها وللكون لا سّيما أنّها أعلنت عنه في العنوان : “بارقةُ أمل”. وليست هذه الرّؤية في الحقيقة متداولة بل هي تحتلّ موقعا وسطيّا بين تصوّرين للحياة والوجود لعلهما الأكثر انتشارا وهما : التّفاؤل المطلق الخالي من أيّ تحفّظ ، القريب من السّذاجة والتّشاؤم الحالك الذي ينكر أيّ إمكان للتّحسّن ويتماهى من ثمّة مع القدريّة القاهرة . ولهذه الطّبيعة الوسطيّة، حسب ما يُستخلص من الوصف الذي وصفت به الشّاعرة نفسها، الخاصّتان التّاليتان : كونُها ولاديّة لا مكتسبة . ودليل ذلك أنّ الشّاعرة لا تتذكّر متى ظهرت عندها(هي موجودة “منذ أقدمِ لحظةٍ أقدرُ على استعادتِها” )وتناغمها التّام مع خَلّتين أخريين من شخصيّتها هما النّزعة القتاليّة (كلِّ الحروبِ التي أخوضُها – جميع معاركي الحاليّةِ والسّابقةِ – في كل وَقْعةٍ أشهدُها) والواقعيّة (تارة يكونُ مُحتشمًا/ وطورًا ينأى بنفسِهِ عن الزّحامِ/ وفي كثيرٍ من الأحيانِ يتراجعُ إلى الوراءِ ). وستكون لهذه المعلومات التي قدّمتها لنا الشّاعرة عن شخصيّتها، دون أدنى شكّ ، فائدة جمّة لأنّها ستساعدنا على المزيد من فهم قصائدها الأخرى .وثمّة بالذّات تكمن ،في واقع الأمر، قيمة النّصوص التَّرْجَذَاتيّة . من النّاحية الأسلوبيّة لا تتيح طبيعة هذه القصيدة القائمة على التّحليل الذّاتيّ عمليّا ما يكفي من المقامات المناسبة لصياغة الصّور البديعة الرّائقة وحبك النّسيج الإيقاعيّ الرّائع .وهذا ما يفسّر طغيان الخطاب المباشر الذي يرمي إلى إخبار القارئ لا إلى إدهاشه بمكتشفات لغوية فريدة . 2016-10-09 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet