أفضالُ الشّطرِ الدّماغيِّ الصّامتِ : محمّد صالح بن عمر 14 يونيو,2016 يتألّف الدّماغ البشريّ مثلما هو متداول من شطرين متقابلين تركيبا ووظائف : الأيسرُ منهما يأوي المفكّرةَ و المنطقَ و المفاهيمَ الرياّضيّة واللّغة . وهو متخصّص في العمل الخطّيّ المتسلسل و في عملياّت التّحليل والتّفكيك ، كما أنه هو الذي يترجم المُدْرَكات الحسّيّة إلى تمثلات منطقيّة ودلاليّة وصوتيّة ويحوّل الأحاسيس إلى عبارات لغويّة . أمّا الأيمن فهو مُسْتَقَرّ المخيّلة والعاطفة والحَدْس والإدراك الحسّيَ . ومن أبرز وظائفه الابتكار واستخدام الصّور المجازيّة والرّموز والخطاب الانفعاليّ والتأّليف بين العناصر الجزئيّة . ولئن كانت طرائق اشتغال الشّطر الأيسر من الدّماغ شبه معلومة منذ ستّينات القرن الماضي فإنّ طبيعة الشّطر الأيسر ظلّت مجهولة أو تكاد حتى السّنوات الأخيرة . وقد يرجع ذلك إلى أنّ الشّطر الأيسر هو الأشدّ نماءً عند تسعين بالمائة من البشر على حين أنّ النّسبتين متساويتان عند الحيوان . وهذا ما جعل العلماء يصفونه بالشّطر المُهيمن و ينعتون الشّطر الأيمن بالشّطر الصّامت . فالشّخص الذي يغلبُ عليه استعمالُ الشّطر الأيسر لِنُسَمِّهِ أعسرَ ولْنُسَمِّ الذي يعمل بشطره الأيمن أيمنَ . فقد جاء في لسان العرب لابن منظور : رجل أعسرُ : يعمل بيساره والمصدرُ عَسَرٌ من باب تَعِبَ تَعَبا ويقال : رجل أعسرُ وامرأة عَسْراء إذا كانت قُوّتُهما في أَشْمُلِهِما ويعمل كلّ واحد منهما بشِماله ما يعملُهُ غيرُهُ بيمينه . وعكسُهُ أيمن يَمْناءُ . وظائف الشّطر الأيمن من الدّماغ : لكنّ التقدّم الحاصل في العلوم العصبيّة التي تقوم على تشريح الدّماغ قد مكّن أخيرا من إماطة اللّثام عن الكثير من وظائف الشّطر الأيمن وإدراك أهمّيته البالغة في المساعدة على تحقيق الاجتماع البشريّ ودعمه بتنظيم العلاقات بين الفئات والأفراد داخله . ولعل ألبار إنشتاين أوّل من تفطّن إلى أنّ لهذا الاختلال في التوازن بين الشّطرين انعكاسا سلبيّا على الحضارة الغربيّة الحديثة برمّتها ، إذ أعلتْ من شأن العقل واستهانت بالرّوح والحَدْس . وفي ذلك يقول : “إن روحنا الحدسيّة موهبة مقدّسة وعقلنا المنطقيّ خادم مُطيع .لكنّنا أحدثنا مجتمعا يُكرّم الخادم ونسينا الموهبة “. ولإدراك الأهمية البالغة لهذا الشّطر ينبغي أن نعلم مثلا أنّ الفضل يعود إليه في تمكين الفرد من التّمييز بين وجوه النّاس .وذلك لقدرته الفائقة على تصوّر الكلّيات انطلاقا من الجزئيّات حتى القليلة منها . وهو ما يقصر عنه عمليّا الشّطر الأيسر الذي لا تستوقفه إلاّ التّفاصيل وتفاصيل التّفاصيل فيذهب في الاتّجاه المعاكس فتُفلت منه الكلّيات لعجزه عن تصوّرها . فإذا كان هذا يقف عند تعرّف العناصر الصّغيرة داخل الشيء الواحد والمقارنة بين بعضها في أحسن الحالات فإنّ الشّطر الأيمن يمتلك القدرة على التّأليف السّريع بين مكوّنات الشّيء فيتصوّر الكلّيات بسرعة فائقة ويتبين ما بينها من نواحي الاتّفاق والافتراق . بل إنّ هذه القدرة لتتيح له ، زيادة على ذلك ، إمكان التعرّف على الشّخص دون رؤيته ، انطلاقا من سماع نبرة صوته أو عبارة ينطق بها أو حتّى سُعال يصدر عنه . ومن أفضال الشّطر الأيمن أيضا أنّه هو الذي يمكّن الإنسان من فهم الموسيقى . فلولاه لكان يسمع القطعة الموسيقيّة على هيئة أصوات مفردة متفرّقة لا يجمع بينها جامع ولما استطاع أن يدرك أنّ تلك الأصوات تدخل في تركيب نغمات . ومن هنا نفهم أنّ مزيّة هذا الشّطر الكبرى هي أنّه ينظّم المعطيات المتنوّعة في كلّ ميدان على نحو يمكّن الإنسان من إدراكه وإدراك غيره من الميادين دون أدنى خلط بينه وبينها . ومعنى ذلك أنّه لولاه لما كانت الحياة على سطح الكرة الأرضيّة ممكنة لبني آدم ، إذ لكان العالم في وعي الكائن البشريّ مجموعة من المعطيات المبعثرة المتداخلة ولما استطاع أن يحدّد موقعه داخل هذه الفوضى . ولقد بيّنت بعض التّجارب التي أجريت في مجال العلوم العصبيّة أنّ الأشخاص المصابين بعاهات أو تعرّضوا إلى حوادث انجرّ عنها تلف في الشّطر الأيمن من الدّماغ يواصلون الاحتفاظ بالألفاظ والتّراكيب التي يعرفونها من قبل لكنّهم يستعملونها في جمل تكون خالية من المعنى . وفي هذا دليل على أنّ المعاني العامّة للجمل تتحدّد داخل هذا الشّطر . أمّا وحدات الجملة في حدّ ذاتها فإنّ فهم كلّ وحدة منها من مشمولات الشّطر الأيسر لأنّ الشّطر الأيمن إذا انطلق منها لم يتوقّف عندها بل اتّجه مباشرة إلى تصوّر الكلّ الذي تدخل في تركيبه . وكشفت بحوث أخرى جرت في العلوم نفسها أنّ الشّطر الأيمن هو الذي يتصرّف في المسكوت عنه داخل الخطاب . فبفضل قدرته على الاستنباط السّريع يدرك على نحو خاطف دلالات العلامات المرافقة لعمليّة الكلام كحركات اليدين والعينين وتغيّر لون الوجه ونبرات الصّوت ، مميّزا بين ما يفيد منها الفرح والحزن ، والهدوء والغضب ، والقبول والرفض ، والانبساط والانقباض ، والوداعة والشّراسة ، والاهتمام واللاّمبالاة ، والاطمئنان والحيرة . ومماّ يختصّ به هذا الشّطر أيضا الوعي بالانتماء إلى مجموعة مّا كالشّعب والقبيلة والعائلة والجمعيّة والنّادي والفصل الدّراسيّ . ومن ثمّة فإنّ الحَمْلات الرّامية إلى تحريك سواكن النّاس على نحو جماعيّ لدعوتهم إلى اتّخاذ مواقف معيّنة سياسيّة أو دينيّة أو ثقافيّة أو رياضيّة تُستخدم فيها رموز أو شعارات توجّه خصّيصا و إن غير قصد إلى هذا الشّطر عينه فيفكّ شفرتها في الحين . وهو في هذا المجال شديد الحساسيّة بحكم غياب المفكّرة فيه . لذلك تبلغ نتيجة إثارته لتلك الأغراض درجات عالية من التهاب المشاعر وتَفَجُّرِ طاقاتِ الغضب أو على العكس استثارة حماسة الولاء والفرح الجماعيّ .وهذا إذا حصل عجز الشّطر الأيسر عن إيقافه أو التحكّم فيه . ومن خصوصياّته كذلك أنّ وعيه للزّمن يختلف تماما عن وعي الشّطر الأيسر له . فالأيسر هو الذي اعتمده الإنسان في اختراع الساعة وحساب الوقت بالسّاعات والدّقائق والثواني .لذلك فإنّ الزّمن من منظور هذا الشّطر فَلَكيٌِّ خالصٌ ذو شكل خطيّ أماميّ وجوبا . أما من زاوية نظر الشّطر الأيمن فالزمن ذاتيّ نفسيّ بحت . من ذلك ، على سبيل المثال ، أنّ الدّقائق القليلة التي يقضّيها المرء في انتظار حدث سعيد تكون طويلة على حين أنّ الأشهر التي تسبق حدثا مصيرياّ تكون على العكس قصيرة . ولكي تتّضح لنا خصائص كلّ شطر يحسن جمعها في الجدول التّالي : الشّطر الأيسر الشّطر الأيمن رؤية تفصيليّةانتباه مركّز جدّارؤية آليّةمُهيكَل خاص مغلق ثابت يتّجه نحو المعلوم صريح يميل إلى العزل يحبّذ اعتماد المقولات عقليّ رؤية جُمليّةانتباه موسّع ومفتوحرؤية حيّةإبداعيّ عامّ مفتوح متحرّك يتّجه نحو الجديد ضمنيّ يميل إلى الجمع يبحث عن غير القابل للتّصنيف لا عقليّ ومن الحقائق المذهلة التي كشفت عنها العلوم العصبيّة في هذا المضمار أنّ الإناث ، خلافا لما يظنّه أكثر النّاس ، يغلب عليهن استخدام الشّطر الأيسر من الدّماغ على حين يميل الذّكور إلى توظيف الشّطر الأيمن منه لكنْ في مجالين محدّدين هما : الكلام والاتّجاه . ففي مجال اللّغة التي تنتمي كما ذكرنا إلى الشّطر الأيسر قد بيّنت تجارب متعدّدة أجريت على عيّنات كثيرة من الجنسين و من مختلف الأعمار أنّ الأنثى أميل إلى الكلام من الذّكر وأنّ الذّكر يفضّل الإنصات على الكلام وإذا تكلّم اقتصد في ما يتلّفظ به . ففي المدارس التّحضيريّة مثلا يتكلّم البنات في السّاعة الواحدة حوالي خمس عشرة دقيقة على حين لا يتكّلم الأولاد أكثر من أربع دقائق . وفي سنّ التاّسعة يُظهر الإناث تقدّما على الذّكور في المهارات الشفويّة يقدّر بثمانية عشر شهرا . ويلاحظ ذلك أيضا في المكالمات الهاتفيّة . فمكالمة الذّكر لا تتجاوز الأربع دقائق إلا نادرا . أماّ مكالمة الأنثى فإنّها لا تقلّ في الغالب عن العشرين دقيقة . ويفسّر ذلك بأنّ المرأة تحسّ بحاجة ملحّة إلى إبلاغ الآخرين أفكارها وأحاسيسها . أمّا الرّجل فهو يتحكّم في خواطره ومشاعره وحين يتكلّم يُبلِغ الحدّ الأدنى اللاّزم من المعلومات الذي يراه كفيلا بتوفير ما يبحث عنه من حلول . ومن العلامات الفارقة أيضا بين الجنسين أنّ الذّكر أقدر من المرأة على الاتّجاه في المكان . وهي ملكة من ملكات الشّطر الأيمن .فأوّل ما يفكّر فيه حين يقصد مكانا معيّنا هو الطّريق الأقصر الذي يوصِل إليه في حين لا تأبه المرأة لذلك إلاّ مصادفة . لكنّها تتفوّق عليه في وعيها بالزّمن وحسن تنظيمها له وتصرّفها فيه . وهذه من ملكات الشّطر الأيسر .ويتجلّى ذلك في قدرتها على البرمجة واستباق الأحداث . أثر شطري الدّماغ في الحضارات الإنسانيّة : ومثلما لوحظت هذه الفوارق في درجة استخدام شطري الدّماغ عند المرأة والرّجل عاين بعضهم وجود فوارق أيضا في هذا المجال بين الحضارات والأمم . فالفرنسيّون ، على سبيل المثال ، قيل إنّ الغالب عليهم هو توظيف الشّطر الأيسر ، لأنهم ينشَؤون على ثقافة العقل الدّيكارتيّ على حين يُصنَّف المشارقةُ بوجه عامّ ضمن ” الأيامن ” لكون الشّرق مهد الأديان والأساطير والفنون والشّعر. أمّا اليبانيّون فقد استطاعوا على مرّ القرون أن يبدعوا ثقافة تجمع بين مُنتَجات ملكات الشّطرين معا . وذلك لاعتقادهم في وجود قوّة سمّوها ال ” كي ” تخترق كلّ الكائنات الحيّة والجامدة من المعدن الخام إلى الإنسان. وهي قوّة غير مرئيّة تنبع منها الحياة وتحافظ الحياة بفضلها على استمرارها . وهذه القوّة ينمّيها المرء بالاستغراق في التأمّل والقيام بحركات عضليّة معيّنة . فوائد التوازن بين شطري الدماغ : ومع هذا فالمثاليّ هو أن يشتغل الشّطران معا ، لأنّ القدرات الحدسيّة للشّطر الأيمن حين تُكَمِّل الذّكاءَ الذي توجد منطقته في الشطر الأيسر تُلطِّفه وتدخل عليه كثيرا من المرونة . فإذا ما اجتمعا وتآلفا رَسَخَتْ حصيلةُ نشاطهما في الذّاكرة على هيئة مجموعة من المعلومات المتناسقة . وقد يسجَّل بعضها في اللاّوعي فيطفو في مقامات معيّنة وفي الوقت المناسب إلى السّطح دون أن يعرف المرء مصدره والحال أنّه ينبع من ذلك اللاّوعي . ويذهب بعض العلماء في هذا الصّدد إلى أنّ من الأسباب العميقة للحروب الكبرى المدّمرة التي اندلعت منذ القديم في مناطق مختلفة من العالم ، الفصل التامّ عند القادة السّياسيّين والعسكريّين بين شطري الدّماغ .ذلك أنّ الذي يشتغل بشطر واحد غالبا ما يكون متطرّفا ومتعصّبا ،إذ الشيء يكون عنده إمّا أبيض و إمّا أسود . أمّا الذي يختار اللّون الرّماديّ الوسيط ببناء مواقفه على التّناغم بين العقل والعاطفة فكثيرا ما يكون معتدلا ومتوازنا فلا ينساق وراء النّزعة العدوانيّة التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوانات الشّرسة لاسيما إذا كان في موقع القرار . ومن ثمّة فإن الاستعانة بالشّطر الأيمن في تلوين نشاط الشّطر الأيسر وتليينه من شأنها أن تعوّد الإنسان على التّفكير النّسبيّ . وهو أقلّ أنواع التّفكير خطرا على صاحبه وعلى الآخرين . وذلك لأنّ هذا الضّرب من التفكير يكثر من صياغة الاحتمالات ثمّ يختار أشدّها إقناعا وأقربها إلى الواقع عوض أن ينحبس داخل سياج تصوّر أحاديّ لفرضيّة بعينها. استثمار ملكات الشطر الأيمن في مجال الأعمال : وبالإضافة إلى هذه الخَلَة يفتحُ استثمار الشّطر الأيمن آفاقا رحبة في وجوه رجال الأعمال ونسائها . فلإحداث منتوج صناعيّ جديد يكون الانطلاق عادة من المعلومات المتوفّرة عن رغبات المستهلكين ( وهو من مهامّ الشّطر الأيسر ) . لكن إذا ما أضيفت إلى هذا المعطى عناصر استباقيّة موفّقة ( وهذا من مشمولات الحدس أي الشّطر الأيمن ) تحقّق للمشروع نجاح باهر . وهكذا فإنّ الرّواج الواسع لأيّ منتوج صناعيّ مرتهن بمعرفة محاسن المنتوجات الساّبقة التي نالت إعجاب الحرفاء ( الشّطر الأيسر ) مع السّعي إلى التّجديد والتّحسين والتّجويد ( الشّطر الأيمن ) لأنّ اعتماد المعلومات الأولى وحدها قد يؤدّي إلى صناعة منتوج لا يختلف اختلافا جوهريّا عن المنتوجات المتوفّرة في السّوق فيضيع في زحمتها ولا يلفت الانتباه . فعلى رجال الأعمال ونساءها إذن ألاّ يكتفوا بالنّظر إلى مشروعاتهم نظرة آليّة وعقليّة جافّة بل لا بدّ من أن يتحلّى فريق العمل الذي يوظّفونه في التّخطيط لأعمالهم وتسييرها بالحيويّة وخصوبة الخيال والرّوح الإبداعيّة ومن أن يتركوا مجالا ولو محدودا للمغامرة والحظّ والمصادفة أيّ للاّعقل واللاّمنطق لأنّ النّجاح المنقطع النظير الذي يحلم به كلّ باعث مشروع كثيرا ما يأتي على حين غرّة من خارج الحسابات الرّياضيّة والعقليّة المدقّقة .وهو ما ينسحب حتّى على الاكتشافات العلميّة الكبرى التي كان لها أثر عميق في التقدّم العلميّ والتّكنولوجيّ . لعلّ من أشهرها دفعة أرخميدس وقانون الانجذاب لإسحاق وات وأشعّة س لولهايم رونتقن والأنسولين لفريديريش بنتينق وغيرها كثير جدّا . ملكات الشطر الأيمن وراثية أم مكتسبة ؟ : على أنّ لمتسائل أن يتساءل : هل ملكات الشّطر الأيمن من الدّماغ وراثيّة ؟ أم هل هي قابلة للنّماء بالتدّرب ؟ يجيب علماء العصبياّت عن هذا السّؤال بأنّ ثلث طباع الفرد وملكاته بوجه عامّ وراثيّ وأنّ ثلثا آخر ينشأ لديه في الأسابيع الأولى من تشكّل الجنين في رحم الأمّ والثّلث المتبقّي يُكتسَب من المحيط بعد الولادة . وهذا الثلّث الأخير هو الذي يمكن التصرّف فيه واستغلاله إلى أقصى حدّ ممكن بالتمرّن المكثّف والمناسب الذي يشرف عليه متدرّب متخصّص . فتكون النّتيجة التّوسيع في نطاقه ليصل إلى نسبة النصف من مجموع ملكات الإنسان . خاتمة : وهكذا يتبيّن إذن أنّ العقل ( الشطر الأيسر ) وان كان العنصر الذي يميّز الكائن البشريّ عن سائر الكائنات والذي يرجع إليه الفضل الأكبر في ما حقّقه من تقدّم حضاريّ وتكنولوجيّ وفي وعي ذاته واكتشاف أسرار المحيط الذي يعيش فيه و في تنظيم حياته على نحو يكفل له توفير أسباب معاشه والحفاظ على سلامته فإنّه لقاصر وحده عن تمكينه من إدراك السّعادة في هذه الدنيا لأنّ ذلك مرتهن بالإفادة من ثمار ملكات الشّطر الأيمن لاسيّما الخيال والحدس والحساسيّة الجماليّة والذّوق والصّفاء الرّوحيّ . فلنجعل من التّوازن بين شطري الدّماغ الأساس المنشود الذي نبني عليه تربية ناشئتنا في وطننا العربيّ الكبير . مراجع : – Human brain : left-right asymmetries in temporal speech region. N. Geschwind, W Levitsky. Science 1968 – Evaluating the empirical support for the Geschind-Behan-Galaburda model of cerebral lateraltisation. M.P. Bryden et al. Brai & Cognition 1994 – Noam CHOMSKY, Knowledge of Language : Its Nature, Origin and Use, Greenwood Press, 1986. -Michel HABIB. Bases neurologiques des comportements, Éditions Masson, 1989. – Hanna DAMASIO et Antonio R. DAMASIO. Lésion Analysis in Neuropsychology, Oxford University Press, 1989. -A.R. DAMASIO, H. DAMASIO, D. TRANEL et J.P. BRANDI, Neural Regionalization of Knowledge Access : Preliminary Evidence in Cold Spring Harbour Symposia on Quantitative Biology, vol. LV : The Brain, Cold Spring Harbor Laboratory Press, 1990. -A.R. DAMASIO, Aphasia in New England Journal of Médiane, vol. 326, n° 8, pp. 531-539,20 février 1992. 2016-06-14 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet