عبقُ اللّحظةِ : سعود آل سمرة- الطّائف – السّعوديّة 25 مايو,2016 سعود آل سمرة- الطّائف – السّعوديّة أتعثّر بأيّ شيء على جادّة الغربة، لم أكن ثمِلا أبدا، كنت أشعر، أتوجّس، أحس، أشم عطر الحبيبة، أفتش عن ذاكرة صوفية خرساء، شردت من هجمة التّساؤلات، غارت في غيابة الحلم. أقف منتبذا كأس قُبَل حائرة وهبتني إيّاها ملاك الشّعر السّمراء، التي هطلت قُبَلا لي، عن طيب خاطر. كنت مرتبكا بعض الشّيء وأحسبني ابتهجت بشدّة، طفِقت أنفض عن وجهي لون الصّحراء القاتم، ردائي البالي، متوشّحا وهج الرّعشة، حين اشتعل نبيذا للرّؤيا في رئتي، قبل أن تعتصرني أطياف الفزع الجائعة، تحت ظلّ الغواية المتوثّبة لنيل عبق اللّحظة. إلهي أ كانتْ حُلمًا أم حقيقةً؟ عقلي يرتعشُ دمي يترقرقُ تحتَ عاتقي يغلي منتظرًا سيفَ الفوضى رغمَ أن العاصفةَ هدأتْ توّاً يودُّ أن يغفوَ إلى الأبدِ تحتَ ظلالِ الرّؤى الشّهيّةِ. أحنُّ إلى نسيمِ المساءِ المُقمرِ مثلَ زهرةِ خُزامى برّيّةٍ شغوفةٍ بالحياةِ حُرّةٍ على حافةِ الإغفاءةِ السّماويّةِ بينَ السَّحرِ والفجرِ قبلَ أن تغلبَها الرّغباتُ والأماني بفضلِ فضولِها المفرطِ. كدأب الصحراء إذا احتفلت بقٌبلة من السّماء، اهتزّت وربّتْ، بينماالنّجوم السّاهرة على سقفها مزهرة، مبتسمة، تتراقص مع رفرفة النُّغريّ الشّريد، وهو يغرّد محتفلا، دون أن يبوح بسرّ الفرح الصّاخب. أمسّدُ عنقَ اللّحظة أهمسُ في روعِها برفقٍ أُغري أجزاءَها الذّائبةَ غَنَجًا متوسّلاً لحسنِها بالحُبِّ أغمسُ جسدي في بحيرةِ الأحلامِ منتشياً. ممسكا سلك حرير يصل بين مليكتي وظلال العوسج المسحور في أرجائي. أنفث سحر النّجوى بين غدائرها وجدائلها، أعقد شذرات الحبّ على أنواط الفرح التي انبثقت عن جدول الأمنيات الولهى. أعرّج مسفرا، بعد أن أغتسل بقطرات النّدى المتناثرة فوق عشب الاستلاب النّامي على مسافات الزّمن المنضود، سراطا للسّيرورة. ماشيا بخشوع المطمئنّ إلى سرادق المآل، حافي القدمين، أطوي المسارات المعشبة بالأمل مستبصرا في عتمة الاغتراب بفنار الرّؤيا، على ساحل الاقتراب. أبحرت من قبلُ على سفين النّوى، مقاوما عواصف الغرام، التي تتكسّر عبثا عليها مجاديف الوصل، أقاسي غربة اللّغة على تخوم مسكونة بوحشيّة المتناحرين على ضفّتي الزّمكان الغارق في بحر نهاية التّاريخ، فلم تخذلني فنارة الأمل، ومازال قلبي معشّبا بالغواية. 2016-05-25 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet