الحجرُالجامعُ..: قصّة قصيرة – بختي ضيف الله(المعتزّبالله) –حاسي بحيح- الجزائر 17 مايو,2016 بختي ضيف الله(المعتزّبالله) –حاسي بحيح- الجزائر في صحراء قاحلة ،عشرُ قبائل ، وبئرٌ واحدة، والفصل صيف حارق . .! اشتد ّالصّراع بينها ،كلّ واحدة تدّعي أنْ لها النّصيب الأكبر من الماء .. أخذ ت المعركة الوقت الكافي ،بلغ القتل والسّفك النِّصاب ، واصطبغت الأرض بالأحمر ،معلنة الترمّل واليتم من كلّ جانب .ولكن لو نطق الجبل الأصفر لقال الحقيقة المرّة ، وقدّم النّصيحة الغالية ،تشفى بها صدورهم المُصابة بمرض عمره أربعون سنة .. ! هاهم كبارهم يقحمون حتّى النّساء والأطفال في معركتهم رغم أنّ هذا ليس من أعرافهم .. ! النّسور محظوظة هذه المرّة فاللّحم طريّ ، لم تمسَّه أشعّة الشّمس من قبل فالصّغار أكثر صرعا . آن لك – يا ساكن السّماء – أن تفرح وتعلن انتصارا لم تقدّم من أجله أيّ شيء ثمين ،وأن تقول للعالم إنّك انتصرت يوم أن خسرتْ أقوامٌ جاهلة ، لا تعلم من أبجديات الحياة غير الدّم المسفوك. بكت صخرة كانت على الجبل ورمت بنفسها من عل لتضرب أخرى كانت حزينة أيضا لما حلّ بجيرانها من بني آدم ، فانفجرت الأرض ماء واستفاق هؤلاء . لم تكن الصّخور تشبههم في شيء ، فهم أشدّ قسوة ، تفجرّت من أيديهم دماء وتقطّعت تحت أقدامهم أشلاء . تطهّرت الرّمال برحمة القساوة المزعومة ، وكتب آدم على وجهها الجميل زورا أنّها لا تصلح لشيء غير الصّدمة والرّمية القاتلة . هاهي تثبت العكس وتكشف كذبه.. (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ.. ). ..وعاش الجميع بسلام ، من حجر وبشر.. ! 2016-05-17 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet