خائنٌ هذا المساءُ : شعر زهور العربي- تونس 23 أبريل,2016 زهور العربي- تونس على أوتارِ قيثارةِ لوركَا أعزفُ وجعي وعلى وقعِ شجنِي أراقصُ حلميَ الهاربَ هذا المساءُ متمرّدٌ يسوقُ خيولَ ذاكرتي إلى الخلفِ …تهبُّ رياحُ الشّوقِ باكرًا على غيرِ عــــادتِها تُعرّي جمرًا كامنًا ينبثُّ النّبضُ الباردُ في كلِّ الأرجاءِ هربًا من غسقِ اللّيِلِ الموحشِ بحثًا عن أكفِّ الدّفءِ وعن وشاحِ الشّمسِ المتوهّجِ على سريرِ الشّفقِ بدأَ الحفْلُ باكرًا هذا المساءَ مدَّ شبحُ العتمةِ مخالبَهُ فتحَ أقباءَ الغربةِ حضرَ السّكونُ كعادتِهِ متسلّلاً بعد أن شيّعَ الشّمسَ إلى الغربِ جثّةً هامدةَ عادَ بحقائقِ السّفرِ خاويةً يصفّرُ في أرجائِها الفراغُ يخاتلُ سُدُمَ الصّخبِ باحثًا عن أوطاِن العشّاقِ يتنشّقُ بقايا عبيرِهمْ على وجناتِ الوردِ يوشوشُ ودعَ الغجرِ علّها تُسِرُّ له بموعدِ السّفرِ خائنٌ هذا المساءُ يتيمةٌ خطواتي المتلعثمةُ منهكةٌ رقصاتي …وقعُ أقدامي الثّكلى لا يهزُّ كعادتِهِ المَرقصَ عزفُ أناملي نشازٌ لا يُطربُ القيثارةُ تنادي لوركاَ تتكسّرُ النّوتةُ على رجعِ الصّدى …ويستحي العزفُ سنفونيّةَ بكــــاءٍ 2016-04-23 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet