كي يغفوَ نهرُ الغرباءِ:حسن العاصي – شاعر فلسطيني مقيم في الدّانمرك 12 أبريل,2016 حسن العاصي – شاعر فلسطيني مقيم في الدّانمرك كي تلدَني أمّي انتظرت الموسمَ الخامسَ بعدَ أن أحرقتْ أفواهُ المرايا بيادرَ الحقولِ الكئيبة كي تُغيثَ الشّجرَ المتساقطَ في الغابةِ الضّيّقةِ حينَ عبرتِ الطّيورُ المهاجرةُ جسرَ القيامةِ قالوا لها ارفعي موجَكِ الأيمنَ واقطفي من دربِ الحجِّ حجراً جافاً واسقيهِ الماءَ المبحوحَ تكوّرتْ بذرةُ الوعدِ بعد أن نفخَ الصّنوبرُ الغابة البيضاء في فمِ السّاقيةِ لم يكنْ حزنُها كافياً كي تغفوَ نوارسُ الأسماءِ خلفَ نهرِ الغرباءِ ذاتَ انغلاقٍ قايضتْ مسافةَ الطُهرِ بالصّبحِ العاري حينَ نامَ الغيمُ الضّريرُ وفردَ ذراعيهِ للصّفصافةِ الصّغيرةِ ولدتني أمّي يتيماً بلا قبيلةٍ لا أذكرُ متى ضاق الرّصيفُ على المواعيدِ ونمتِ الأعشابُ البيضاءُ في سلالِ الرّيحِ قالوا أمّك هوتْ دونَ احتضارٍ وقفتُ وحيداً كعصفورِ النّايِ على النّوافذِ العتيقةِ أنتفضُ في مزماري أصرُخُ في جوفِ الماءِ المصلوبِ على بعدِ خَسْفٍ وحجر ارتميتُ على الكفِّ الباردِ رفعتُه نحوَ أنفي وشممتُ مرقدي تحسّستُه كثيراً حتّى غفوتُ داخلَ قلبِ أمّي مازالتِ العجوزُ تنتظرُ صحوتي كي تُتمَّ مراسمَ الدّفنِ 2016-04-12 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet