لعلّهُ يعودُ مثلَ الحُمْلانِ : حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدانمرك 29 مارس,2016 حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدانمرك فوقَ الرّابيةِ البعيدةِ رقدتْ تحتَ شجرةِ السّروِ العتيقةِ تنتظرُ أن يلامسَ الصّبحُ السّحابَ كأنَّ انكسارَ الشّجرِ خرجَ من غمدِ النّهرِ أنجبتْ بعدَ طلقٍ حزينٍ أرضعتْهُ جناحَ القمرِ ورقصةَ النّوارسِ الشّماليةِ كانت تقطفُ بياضَ الرّيحِ من بيادرِ السُّنونو تطحنُ وجعَها وتخبِزُ دموعَها تُطعمُه رحيقَ المواعيدِ بنكهةِ ندى الحبقِ وعيونُها تلمعُ وترقصُ كخيلِ البراري كان يجري خلفَ الفراشاتِ من النّبعِ إلى البابِ الخشبيِّ حينَ مرّتْ مراكبُ القيامةِ في الدّروبِ الهرمةِ أخرجتْ الطّاسَ العتيقَ ورشقتْ خطاه بسبّابتِها خرَجَ من جلدِ المآتمِ قبَّلَ ماءَ عينيْها أدركتْ أنّه لن يعودَ بكتْ ارتجفَ صدرُه ومضى ركضَ نحوَ بِشارةِ الوعدِ على التّلّةِ الشّرقيّةِ انفصلتْ ورقةُ جِذعِهِ حينَ سقطَ نفضتْ شجرَها من حولِها جرتْ نحوَه تصيحُ وأظافرُها تمشّطُ دموعَ خدودِها وجدتْهُ يرقدُ طريحاً على حَافاتِ النّهار الآتي وطيورُ الثّلجِ تحلّقُ حولَهُ وضعتْ رأسَهُ في حجرِها بكتْ حزنَها وخبزَها بكتْ كثيراً في وِحشةِ الوجدِ ضاعتْ ملامحُها وما زالتْ تنتظرُهُ تبحثُ عنه في زهرِ الرّمانِ لا تملُّ من الانتظارِ تجثو فوقَ التّلِ الوحيدِ لعلّهُ يعودُ مثلَ الحُمْلانِ الصّغيرةِ إلى عشبِ أمّهِ 2016-03-29 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet