رثاء الشّهيد خليل جنداوي: شعر: حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ – الدانمرك 15 فبراير,2016 حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ – الدانمرك الشّاعر والفقيد إلى روح أخي وصديقي الحبيب خليل جنداوي وأنتَ مازلتَ فراشةً في عينِ الصّبحِ تلامسُ نهايةَ الحُلمِ لأنّكَ كنتَ كطيورِ التِّلالِ تتّكئُ على أجنحةِ المسافةِ فقد رحلتَ مع باكورةِ الحصادِ بغيابِكَ بتَرَ الحزنُ أصابعي وعبرتْني دماءُ الفصلِ الأبيضِ هي سكراتُ تحلّقُ بنا تارةً نحوَ كرومِ الطّفولةِ وطوراً بنا ترسمُ رَمَدَ البؤسٍ كالهزعِ الأخيرِ من صَهْدِ الوجعِ وهذا الوترُ الطّريدُ مسفوحاً عاريَ الضّجيجِ يفصلُ بصفائحَ بلّوْريّةٍ بين دُنُوِ الموتِ وأملِ الحياةِ كيفَ أختزلُ مسافةَ الحزنِ دونَ أن أتوسّدَ كَفَّ الصّبحِ الممتدِّ خلفَ الوقتِ أيُّ خواءٍ يترصّدُ العمرَ الهاربَ وأيُّ خطواتٍ تلك التي تغيبُ في جُبِّ الأفقِ وأيُّ أحلامٍ يبعثرُها الموتُ ومازالتْ تنتظرُ على خدِّ الصّباحِ قالوا من يمتْ في أهلِهِ تحملْهُ بناتُ العمِّ ويَبْكِهِ شجرُ اللّيلِ فرحلتَ فوقَ بساطِ الغيمِ تُومِضُ حدَّ الأقحوانِ إن كان لكلِّ نصلٍ قتيلٌ فأنتَ يا وليفي موتي ليتَ الحروفَ ترسمُ نوافذَ للحزنِ كي أرثيَكَ كما يليقُ بكَ ليتَ العمرَ يا خليلُ يعودُ إلى ما قبلَ زفيرِ التّرابِ أقبّلُ وجهَكَ وعلى بُعدِ غفوةٍ من النّبضِ العتيقِ نتماثلُ سوياً للحياةِ ثمّ نرتدي وجهَ الغيابِ 2016-02-15 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet