كان عيدُ ميلادِهِ : شعر : فيليب كورك – شاعر فرنسيّ – باريس 7 فبراير,2016 فيليب كورك – شاعر فرنسيّ – باريس كان عيدُ ميلادِهِ كان عيدُ ميلادِ أبي في ما مضى كنّا نحتفلُ به واليومَ ها أنا أفكِّرُ فيكَ والقلبُ ينفطرُ حسرةً وألمًا لكم كنتُ أحبُّ يا أبي أن نحتفلَ معًا بعيدِ ميلادكَ مرّةً أخرى لم أنسَ تلك الأناشي التي كنتَ تعينُني على وضعِ مخطّطاتٍ لها أمّا في مادّةِ الرّياضيّاتِ فكنّا نتنافسُ في سرعةِ الوصولِ إلى الحلِّ ها أنا أراكَ من جديدٍ في المطبخِ وأنتَ تبحثُ عن شيءٍ مّا في الأفقِ كنت تسرَحُ بعيدا عبرَ النّافذةِ وكانت نِظرتُكَ تنطقُ بالكثيرِ…الكثيرِ أتذكّرُ قهقهاتِنا الجنونيّةَ تلك التي لم تكنْ كثيرةً مع الأسفِ وابتسامتَك التي كانت تُلهبُ مشاعري فلا أستطيعُ منها خلاصًا أتذكّرُ حين كنّا بمدينة سيفينيي كنّا نرفعُ أبصارَنا إلى السّماءِ وكانت عيناك تلمعانِ أمام اللّوحاتِ الإشهاريّةِ الضّوئيّةِ فتنشئُ لي منها حكاياتٍ شائقةً أتذَكَّرُ أحيانا ومضاتِ وجهِكِ وشاربِكَ في تلك اللّحظاتِ التي لا يكون فيها أيُّ شيءٍ على ما يرامُ فأحسُّ بنفَسِكِ يهبُّ عليّ يا أبي تعليق محمّد صالح بن عمر: القصائد التي تخصّص للأب نادرة نسبيّا ، مقارنة يالتي تخصّص للأمّ .ففي تونس، على سبيل المثال – وإذا لم تخنّي الذّاكرة –، تعدّ إيمان عمارة الشّاعرة الوحيدة التي أحظتْ والدها في نصوصها الشّعريّة مكانة متميّزة. فهل يُفسَّر هذا النقص أو على الأصحّ هذا العزوف عند الشّعراء الذّكور بعقدة أوديب ،بحكم كون الأب ، إذا صدّقنا سيقمون فرويد يجسّد في لاوعي الابن منافسا يمتلك الأمّ ويستأثر بها جسدا وروحا، كما يجسّد السلطة التي كثيرا ما تقترن بالعقاب ؟ وحتّى عند هذا الشّاعر فهذه المرّة الأولى التي نقرأ له فيها قصيدة في هذا الموضوع. وهل سيواصل طرقه في نصوص أخرى؟ أم هل يتعلّق الأمر بحدث عابر استثنائيّ لن يتكرّر ؟ على كلّ، الصّورة التي يقدّمها الشّاعر هنا للأب إيجابيّة جدُّ إيجابيّة ،سواء في مستوى المقول أو على صعيد المسكوت عنه حيث لا تكشف القراءة المتأنّية المنقّبة عن وجود موقف سلبيّ حتّى لا واع منه. ذلك أنّه يجسّد السّند المعنويّ (أتذَكَّرُ أحيانا ومضاتِ وجهِكِ/ وشاربِكَ/ في تلك اللّحظاتِ التي/لا يكون فيها أيُّ شيءٍ على ما يرامُ/ فأحسُّ بنفَسِكِ يهبُّ عليّ/ يا أبي) والمكوّن المهموم بمستقبل ابنه (لم أنسَ/تلك الأناشي/التي كنتَ تعينُني/على وضعِ مخطّطاتٍ لها/أمّا في مادّةِ الرّياضيّاتِ/فكنّا نتنافسُ/في سرعةِ الوصولِ إلى الحلِّ) ، كما يجسّد الوالد الجدّيّ (أتذكّرُ قهقهاتِنا الجنونيّةَ/تلك التي لم تكنْ كثيرةً مع الأسفِ) لكنْ ذا القلب الكبير المملوء حنانا (وابتسامتَك التي كانت تُلهبُ مشاعري/ فلا أستطيعُ منها خلاصًا ) ،الحريص على تربية ولده ليكون، ربّما دون أن يشعر، على صورته .وذلك لأنّ روحه الإبداعيّة ( أتذكّرُ حين كنّا بمدينة سيفينيي/كنّا نرفعُ أبصارَنا إلى السّماءِ/ وكانت عيناك تلمعانِ/ أمام اللّوحاتِ الإشهاريّةِ الضّوئيّةِ/ فتنشئُ لي منها حكاياتٍ شائقةً ) وميله إلى الحلم ( ها أنا أراكَ من جديدٍ/ في المطبخِ/ وأنتَ تبحثُ عن شيءٍ مّا/ في الأفقِ/ كنت تسرَحُ بعيدا عبرَ النّافذةِ/ وكانت نِظرتُكَ تنطقُ بالكثيرِ…الكثيرِ ) هما اللّذان ، في ما يرجَّح، أيقظا في الابن موهبته الشّعريّة. أسلوبيا قد تولّد عن تعداد خصال الأب على امتداد النّصّ إيقاعا داخليّا سريعا ألغى كلّ حاجة إلى التّقفية ، كما أنّ الشّحنة العاطفيّة القويّة التي يختزنها الموضوع المطروق كافية وحدها لشدّ القارئ إلى النّصّ بدلا من الصّور المربكة المدهشة. 2016-02-07 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet