من حكايا الوردة : لوحة : زهور العربي – تونس 23 يناير,2016 زهور العربي – تونس في الشّرفة ذاتها ، في الرّكن نفسه ، وعلى الكرسيّ الهزّاز نفسه ،يعصف الصّمت بعرش القواميس ، تذوي قناديل الكلمات وتُقبِر في الأفق كلّ الأصوات، الآن في تلك الشّرفة المشرّعة على فجاج الذّكرى والحيرة وعذابات السّؤال ،يعربد السّكون الصّاخب ، و تدوّن أناملُ القلب حكايةً أخرى من حكايات الوردة .. كانت ياسمينةُ تتدثّر بالبياض ،معمّدة بعطر الصّباحات الأبكار ، وحبّات النّدى ترقرق على الوجنات كأنها دموع عذريّة خلعت ملحها ، كأنّها زخّات قوسقزاحيّة ضرّجها بها سيّد الفصول قبل أن يطوي حقائبه … هناك في ذلك الرّكن ، عالقة ما بين حضور وغياب ،كانت تشدّ بكلّ عنفوانها على الجرح ، يخطفها المدى السّحيق ، نظراتها تطوي المسافات ،وجمر السّؤال حيرة في الجمجمة لا تلين بحثا عن الحقيقة و عن أوطان السكينة … هناك و في حضن ذلك الهدوء ،على مهل مدّت يدها إلى فنجان القهوة ، متلهّفة كانت إلى أنفاس الهال الدّافئة ،رشفة أولى،فثانية ،فثالثة ثم رمت بالفنجان غير آسفة ،فالقهوة كانت فاترة مثل إشراقة شمس هذا اليوم الشّاحب ، على غير عادتها، تطلّ من خلف غيوم الرّوح باهتة ،مثخنة بالحنين. 2016-01-23 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet