اِخرَسي إذن أيّتُها العادةُ (Tais-toi donc habitude ) شعر : برنار فوشي – شاعر فرنسي 13 يناير,2016 شعر : برنار فوشي – شاعر فرنسي اِخرَسي إذن أيّتُها العادةُ لن أذهبَ إلى حيثُ تريدينَ لن أسيرَ سيْرَ الشّيخِ الواهنِ الذّابلِ الحيويّةْ في دروبِ المللِ والضّجرِ والتّقاليدِ المرضيّةْ وَفْقَ ما تشائينَ لا تفرضي نسقَكِ عليَّ بل احْمَلي عليه غيري فأنا بخلافِ أتباعكِ لا ضابطَ لي لا أخضعُ لأوامرَ عَلْيَّةْ تارةً يحلو لي أن أبطئَ وأخرى أن أُغِذَّ في سيري و طورا أن أندفعَ بسرعةٍ جنونيّةْ اِخرَسي أيّتُها العادةُ لا موجِّهَ لحركاتي وسكناتي ولا مواعيدَ لوجباتي الغذائيّةْ شِرْعتي المصادفةُ وديدَني التِّلقائيّةْ قلبي تضخّمَ، أصابتْهُ وعكةٌ وذميّةْ وإيّاكِ أن تظنّيهِ ولو للحظةِ وقعَ في شراكِكِ الغراميّةْ لقد تغيّرتْ كلّيًّا أنساقي الحياتيّةْ وتركتُ ورائي نهائيّا العاداتِ الباليةَ والتّقاليدَ الرّجعيّةْ قلمي الهَشُّ يرمِّجُ الماضي ويؤسّسُ همسًا لإنجازاتِ مستقبليّةْ تعليق محمّد صالح بن عمر : هذه قصيدة أخرى من اللّون الفكريّ، اللّون الذي يحبّذه برنار فوشي ، هذا الشّاعر الرّيفيّ الفرنسيّ الذي لقّب نفسه ب”الرّاعي”.ومحورها الأغراضيّ الأساسُ واضح كلّ الوضوح.وهو الرّفض القطعيّ للرّتابة الذي عليه مدار كلّ الأبيات تقريبا. وهذه الفكرة، لئن كانت بسيطة وجليّة، فهي من الأهمّية بمكان، ليس في الشّعر فحسب بل في كلّ الفنون بلا استثناء .وذلك لما يتوقّف على مدى تجسيدها في مستوى التّعبير من بقاء هذا المنتج أو ذاك ومن خلود هذا الأثر الفنّيّ أو ذلك .فلقد غدا مقرَّرا أنّه إذا كان امتلاك أيّ تقنية من تقنيات الفنون المختلفة متاحا لأيّ كان بالمعرفة العلميّة النّظريّة والتّمرّن والمثابرة فإنّ التّفرّد، غاية غايات الفنّ، لا أمل في إدراكه إلاّ إذا تمتّع المرء بالقدرة على الإبداع والاختراع.وهي قدرة فطريّة مرتهنة بالعدول عن الطّرق السّالكة والتّغريد خارج السّرب .ومن ثمّة كان هذا الإلحاح على رفض الامتثال للعادات والنّفور من النّمطيّة والمتداول وعلى الإعلاء من حرّيّة الفعل.ومردّ ذلك إلى أنّ الفنّان، بوجه عامّ، لا يخضع لسلطة المعايير ولا يثق إلاّ في حدسه فينقاد إليه بدلا من أيّ صوت خارجيّ. ومن جهة أخرى لعلّ أهمّ العناصر إفادة في هذا الموقف رؤية صاحبه المستقبليّة التي تُلمس في قراره القاضي بالكفّ نهائيّا عن الالتفات إلى الماضي وبحشد كلّ طاقاته لأجل بناء مستقبل أفضلَ. إنّها قصيدة-بيان تكشف لنا عن جانب آخر من فكر هذا الشّاعر الملتزم المناضل.وهي، على الرّغم من تركّز الاهتمام فيها على المضمون الدّلاليّ، فإنّها تمتاز بألْقها الأسلوبيّ الناشئ عن اللّجوء المكثّف إلى المبالغة والاستعمال المنتظم للقوافي. 2016-01-13 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet