كنْ نذيري وبشيري ( FAIS-TOI MON HÉRAUT ): شعر: رولاند برجيرون – مونريال – شاعرة كنديّة 10 يناير,2016 رولاند برجيرون – مونريال – شاعرة كنديّة يا حبيبًا سطعَ نورُهُ وتألَّقَ حسنُهُ يا أيّها الذي خلَبني سرُّهُ وذهبَ بفؤادي سحرُهُ يا طارقًا ليلي وشاغلاً عقلي أعدْ على مسمعي كلماتِكَ الخارقةْ وأنزلْها عليَّ حبّاتِ ثَلجٍ عذبةً شائقةْ تُنعش جِلدي وتُشيعُ الطّمأنينةَ في خَلَدي أعدْ على مسمعي كلماتِكَ الشّمسيّةْ كلماتِكَ القمريّةْ كلماتِكَ اللّيليّةْ كلماتِكَ الأسطوريّةْ رُجَّني بنبراتِ صوتِكَ النّغميّةْ اجعلْ كياني يهتزُّ اهتزازَ ريحٍ صيفيّةْ يا أميري الأنيقَ يا نذيري يا أميري الباسلَ المغوارْ اِحْمِلْني إلى ما وراءِ البحارْ إلى أرضٍ بعيدةٍ وكنْ هناك بشيري تعليق محمّد صالح بن عمر من تصنيفات الشّعر المفيدة، تقسيمُهُ إلى شعر خفيف وشعر عميق : أوّلهما يرمي إلى الأخذ بلبّ المتلقّي، بما ينطوي عليه من بديع الصّور ورائق النّغمات والثّاني إلى إدهاشه بما يتضمّنه من فُوَيِرِقات دلاليّة وما يختزنه من أبعاد فلسفيّة وفكريّة. تنتمي القصيدة التي اخترنا قراءتها اليوم إلى الصّنف الأوّل.وهو ما يلاحظ في الاستعارة المحوريّة التي بُنِيَتْ عليها والتي تتجسّد في استعارة البشير أو النّذير* للمعشوق . وعلى الرّغم من أنّ الرّتبة التي يحتلّها هذا الضّابط القديم في مجال الأسلحة تقع ضمن التّسلسل العسكريّ في منزلة أدنى من منزلة الفارس النّبيل فإنه، في نظر المتلفّظة، يجمع كلّ خصال الرّجل المثاليّة .وجلّها، كما هو جليّ لنا، سماعيّ .وذلك أنّها إذا عَرَضتْ على نحو مقتضب لجماله الجسديّ (يا حبيبًا سطعَ نورُهُ /وتألَّقَ حسنُهُ) وما يكتنفه من أسرار (يا أيّها الذي خلَبني سرُّهُ) فقد احتلّت براعته في الكلام الحيّز الأكبر من النّصّ (أعدْ على مسمعي كلماتِكَ الخارقةْ /وأنزلْها عليَّ حبّاتِ ثَلجٍ عذبةً شائقةْ /تُنعش جِلدي /وتُشيعُ الطّمأنينةَ في خَلَدي /أعدْ على مسمعي كلماتِكَ الشّمسيّةْ /كلماتِكَ القمريّةْ /كلماتِكَ اللّيليّةْ /كلماتِكَ الأسطوريّةْ / رُجَّني بنبراتِ صوتِكَ النّغميّةْ /اجعلْ كياني يهتزُّ اهتزازَ ريحٍ صيفيّةْ ) دون أن ننسى طبعا ما تؤمّله من امتلاكه قدرات سحريّة خارقة (يا أميري الباسلَ المغوارْ/اِحْمِلْني إلى ما وراءِ البحار / إلى أرضٍ بعيدةٍ ). هذه الصّورة الاستعرايّة التي رسمتها الشّاعرة لفارس أحلامها تكشف لديها عن تفضيلها الرقّة واللّطف عند الرّجل على الانتماء إلى الطّبقات العليا .وهو ما ينسجم مع توجّها النّضاليّ باعتبارها شاعرة ملتزمة تحتلّ الخصال الإنسانيّة لديها المكانة الأولى لا المنزلة الاجتماعيّة لا الرّخاء الماديّ. فنّيّا تستمدّ القصيدة رونقها من الاستعارة المركزيّة التي بنيت عليه ومن الإيقاع الدّاخليّ المتولّد عن القوافي الابتدائيّة في أوائل الأبيات ( لا تظهر في النصّ العربيّ ) والتّناسب التّركيبيّ والتّخلي عن الرّوابط اللّفظيّة. *النّذير أو البشير : خطّة كان من مهامّ صاحبها عند اليونانيّين والر”ومان حمل أوامر الأمير إلى غيره من أصحاب السّلطة أو إلى من هم دونه والإعلان عن القرارات الكبرى ومنها قرار خوض الحرب. 2016-01-10 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet