هوميروسُ والرّيشاتُ الأبكارُ : شعر : زهور العربيّ – شاعرة تونسيّة – تونس 5 يناير,2016 زهور العربيّ – شاعرة تونسيّة – تونس كَهُوميروسَ أعمى يمضي حُلمي هائمًا في دروبِ السّرابِ يقتفي آثارَ أجنحةٍ مُدَجَّنةٍ عبثًا يجدّفُ بسواعدِ الوهنِ لبلوغِ الضّفّةِ الأخرى والموجُ وحشٌ هادرٌ يتربّصُ بالأحلامِ وليدةً يُغري النّوارسَ بالمدِّ يُغويها لتهدأَ آمنةً على سريرِ الماءِ كيـــــما يَمدُّ أناملَ الجَزْرِ لتنتِفَ ريشاتِها الأبكارَ وترمي بالحُلمِ على شاطئِ النّسيانِ فريسةً للصّدى يدندنُ أهازيجَ الغيابِ يستحضرُ الأصواتَ القديمةَ .. القديمةَ يفتّشُ في طيّاتِ الذّكرى عن ذاتِهِ عن زَمكانِ ولادتِهِ عن الأرضِ التي تنامُ على رُفاتِهِ عن هوميروسَ علّهُ يحرّرُهُ من هذه العتَمةِ عن أبوابِ السّماءِ علّها ترسلُ ملائكةَ الرّحمةِ عن يدِ العشقِ علّها تعبُرُ به إلى أوطانِ المستحيلِ أوّاهُ …يا وجـــــعي أكادُ أسمعُ آهاتي… أهزوجةً في فمِ الوجودِ كأنّني على شاطئِ النّسيانِ مع النّوارسِ بلا عُشٍّ بلا سماءٍ تظلّلني بلا مآذنَ ترتّلُ آياتِ الوطنِ سليبةَ الأماني سبيّةً في فخِّ التّيْهِ أخاتلُ مخالبَ الجَزْرِ هناكَ…هنا…….كَ. بينَ براثنِ الوحشةِ كنرجسةٍ ترزَحُ تحتَ أكوامِ الملحِ كأسئلةٍ تنقُرُ قلبَ الوجودِ كابتهالاتٍ في دهاليزِ العَتَمةِ بعد أن يسْدِلَ هوميروسُ أهدابَ ليلٍ طويلٍ طويلٍ … لا يرحمُ مرتعشًا حُلمي بينَ الضّلوعِ يخفّقُ يرنو إلى اعتناقِ الضّياءِ اُلَـــــمْلِمني بإعـــياءٍ أتوكّأُ على بقايايَ أرتمي في يمِّ القصيدةِ قبَسًا يؤجِّجُ جَمْرَ الشّغفِ يفجّرُ براكينَ ثورتي كيما أفقأُ بشظايا الكلماتِ عينَ الشّمسِ كأنّني ألمَحُهُ هناكَ في الضّفةِ الأخرى يتراءى لي طيْفًا فارسًا مُدجَّجًا بأبجديّةٍ صاخبةٍ نورًا مارقًا يغتالُ هوميروسَ يعيدُ لأجنحةِ الحُلمِ ريشاتِها الأبكارَ 2016-01-05 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet