أنا في نظركَ A tes yeux : شعر : أريال بوشي- شاعرة فرنسيّة 5 يناير,2016 أريال بوشي- شاعرة فرنسيّة 1- أنا في نظركَ سيّدي أنا لستُ هي لم أرْزَقْ جمالاً كجَمالِها ولا عينيْنِ كعينيْها الواسعتيْن في لون المحيط ولا يديْنِ كيديْها العذبتيْنِ عذوبةَ يومٍ ربيعيٍّ يديْها اللّتيْنِ إذا لمسَتَا يديْكَ بعثتَا فيهما النَّشوةَ وحلُمْتُما معًا بالخلودِ 2- أنا في نظرِكَ سيّدي لم أُرْزَقْ ابتسامتَها فما بالُكَ بضحكتِها الصّافيةِ الرّخيمةِ التي تخلُبُ فؤادَكَ لم أُرزَقْ صوتًا في عذوبةِ صوتِهَا فما إنْ أغنّي حتّى تُولِّيَ أنتَ هاربًا فتتقطّعَ أحشائي غمًّا وأبكي 3- أنا في نظرِكَ سيّدي لستُ سوى ظِلٍّ من آلآفِ الظّلالِ لا أَلْقَ لي ولا بريقَ لستُ سوى مرآةٍ فقدتْ بهجتَها لستُ سوى روحٍ طواها الغيابُ وأُلْقِيَ بها في ركنٍ لستُ سوى دُميةٍ هشّمتْها لا مبالاتُكَ وهدَّها إهمالُكَ 4- سيّدي لست سوى أنا أحلُمُ بالاندساسِ بين أحضانِكَ أوصالي قد سرى فيهما البرْدُ والوحدةُ ضَعْضَعَتْ كياني وليلي زحفَ على نهاري فقليلا من الحبِّ أرجوكَ ولو مرَّةً واحدةً مرَّةً واحدةً يا أبي يا أبي تعليق : محمّد صالح بن عمر: تتنزّل هذه القصيدة في صلب التوجّه العامّ الذي اختارته صاحبتها والذي وصفناه في مناسبات عدّة ب”الالتزام الإنسانيّ”، ذلك الذي يختلف عن الالتزام العاديّ، بعدم التّمييز بين ملاعين الدّنيا، سواء أكانوا ضحايا نظام سياسيّ واقتصاديّ معيّن أو تعساء نكَبَهم قَدَرٌ غشوم.وهكذا إذا كانت شاعرتنا تندّد في الكثير من قصائدها السّابقة بانتهاك حقوق الإنسان في ظلّ بعض الأنظمة وباستغلال أرباب العمل الجشعين العمّالَ فإنّها تعبّر في أخرى عن تعاطفها مع الذين واللاّئي يكابدون محن ضيق وشّدة و ويقاسون آلاما معنويّة مبرّحة أو أصابتهم خيبات أمل مُرّة ، كما هو الشّأن في هذه القصيدة التي جعلت الشّاعرة شخصيّتها الرّئيسة – وهي بنت حُرِمت الحبَّ الأبويّ – تسترسل، منذ العنوان، في خطاب شكائيّ مؤثّر توجّهه إلى والدها الذي ، في ما يلوح، هو غير مبال بحالها. ولعلّ الأشدّ إيلاما في هذا الموقف هو الشّعور بالنّقص الذي تحسّ به هذه البنت حيال أمّها.وهي ، في ما يبدو، متوفّية وكان الأب يُقصِر عليها كلّ حبّه .وهذا ما قد يشي بوجود غيرة خفيّة لاواعية لدى البنت من والدتها، على الرّغم من أنّها ، في مستوى ظاهر القول،تفصح عن عكس ذلك،لا بإعلان وعيها بما تشكوه من نقص فحسب وإنما باستسلامها للمصير الذي رسمه لها القدر.وهذه الغيرة المكبوتة المتضافرة مع حبّها لأبيها قد تخفي، على صعيد اللاّوعي أيضا، عقدة (أليكترElectre ) المعادلة لعقدة (أوديب Oedipe ) عند الذكور. أسلوبيّا التّقنية الرّئيسة التي استُخدِمت في هذه القصيدة هي لعبة المراوغة .وقد وظّفتها الشّاعرة لإيهام القارئ، حتّى البيتين الأخيرين، بأنّ البنت تتوجّه بخطابها إلى معشوق تحبّه من جانب واحد وبأنّ المرأة التي تتحدّث عنها تنافسها عليه. إنّها قصيدة ممتعة ،شائقة، حقّقت الإبهار بخاتمتها المباغتة . 2016-01-05 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet