أجنحة اللّيل: سعود آل سمرة – الطّائف- السّعوديّة 4 نوفمبر,2015 سعود آل سمرة – الطّائف- السّعوديّة إنّها نخلة أو كما قيل لي أوّلاً في البدايات ليلى اللّبيبة على فرعِها يَجْمَعُ اللّيلُ أجنحةَ الطّيرِ يُلقي إليها عيونَ الشّياطينِ وحتّى اللّصوصُ المساكينُ يأوونَ إلى فرعِهَا الذّئبُ أشدُّ الصّعاليكِ هنا رهبة وأقدَمُهم هيْبةً هو راهبُ اللّيلِ قِدِّيسُهُ المتشرِّدُ السَّيّءُ الحَظِّ .. رغبةٌ عصرتْ قلبَ هذا المكانِ المُسَجَّى بأجنحةِ الطّيرِ كيف هزّتْ يدٌ مرتعشةٌ جذعَهَا؟ جذعُ ليلى يستعجلُ الأمرَ يهتزُّ يسقي وما كان مشتهيًا لمسَها ولا مسَّها حينما استقيظتْ يا لهذي الأحاجي مبعثرةً عُنوةً في متاهتِها مناحتِها إنها تتسامى تُقَبِّلُ معشوقا هنا وطفلاً هناكَ تُقَبِّلُ أعرابيَّ هذا الزمانِ وفي أوّلِ الفجرِ فجرَّتْ رِعشةَ القبلاتِ في شفتيْهَا فكانتْ أغنيةً رتّلتْهَا ترانيمُ أمنيةٍ تناغِشُ مسطرةَ الحظِّ وبوصلةً للأزلِ سقتْ خمرَها تتماهى مع اللّيلِ قبلَ انفلاتِ الصّباحِ هذا المدجَّجُ بالحديدِ والموتِ والنّارِ والعثراتِ مازال يرقى إليها يثيرُ المتاعبَ في نفسِها ينزعُهُ اللّصُّ منها وهو في غفلةٍ أو نام منتشيًا قبل أن ينتهيَ من أيّ قارعةٍ أو لعنةٍ يجلبونَ اللّصوصَ حين أقام النّسيمُ اللّطيفُ مأدُبةً أتى اللّصُّ يمنعُهُ نبيذَ السّلامِ أيتّها الأرضُ هذه روحُ ليلى اللّطيفة محشوَّةً بالعذاباتِ معذّبةً وأيدي المُرائينَ ترعى الألمَ النّخيلُ القديمُ كما كان فيما مضى راتعًا كالجمالِ بين عروقِ الرّمالِ وليلى متيّمةٌ بالحقيقةِ وبين يديها عُذُوقٌ وبُسْرٌ جَنِيٌّ تدلّتْ غِوايتُها ورغبةٌ ذابلةٌ مبذولةٌ للحياةِ لا للعناقِ فمن أيِّ قارعةٍ أو لعنةٍ يجلِبُ الحظُّ هذا الفراقَ؟.. سعود آل سمرة.. 2015-11-04 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet