البرتغال : البلد الذي ينهض من سُباته (2) : محمّد صالح بن عمر 28 أغسطس,2015 شنترين – البرتغال لا يزال البرتغال، لا محالة، بلدا فقيرا بالنسبة إلى غيره من بلدان أروبا الغربيّة. لكنّه بصدد إقامة الدّليل على أنّ الفقر ليس عائقا مستحيل التّذليل.ولينهض باقتصاده مدّ شبكة من الطّرق السّيارة تغطّي كلّ مساحته، لتيسير تنقّل العنصر البشريّ والبضائع من الدّاخل إلى الخارج والعكس، صارفا لتحقيق هذا الغرض أكثر من 45.000.000أورو ( فهل فكّر التّونسيّون في الاقتداء به ؟ ).ولم تلبث النّتائج أن جاءت. فقد رُصِدتْ في القطاع السّياحيّ استثمارات أجنبيّة ضخمة جزء مهمّ منها عربيّ .وبفضلها أخذ البلد يتحوّل إلى قطب سياحيّ عالميّ. من المواقع السّياحيّة التي زرتها مدينة شنترين الجميلة التي تغصّ على امتداد النّهار بالسيّاح .وهي تقع في المنحدر الشّمالي من سلسلة جبليّة.وقد رفعتْها منظّمة اليونسكو إلى رتبة تراث الإنسانيّة الثّقافيّ . وفيها ولد الشّاعر والمؤرّخ الأندلسيّ الكبير ابن بسّام الشّنترينيّ (1084 – 1157 )صاحب المنتخبات الشّهيرة الموسومة بالذّخيرة في محاسن أهل الجزيرة .ولبلوغ المدينة قد هُيّئت طريق حلزونية الشّكل .وما إن تدركها حتّى يطالعك قصر فخم ينتصب في وسطها .وهو قصر الأمير العربيّ الذي كان يحكم البلدة في القرن الحادي عشر للميلاد قبل أن يتّخذه ألفونس الأوّل ملك البرتغال مسكنا له عند استيلائه على المدينة بإعانة الصّليبّين. وقد بقي هذا القصر على حاله تقريبا .فلم يكد يتغيّر منه إلاّ القليل. أمّا المنحدر المقابل فقد بُنيت فوقه عدّة قصور وبيوت فخمة وسط غابة كثيفة الأشجار مخصّصة لهواة الصّيد البرّيّ .وقد رأيت ثمّة ميادين لرياضة القولف قيل لي إنّ معظم روّادها من السّياح الإنجليز .وهنا خامرتني هذه الفكرة : ” لماذا لا يتحوّل جبل الشعانبي الذي أضحى عندنا في تونس وكرا للإرهابيّين إلى موقع سياحيّ مماثل لهذا الموقع الجبليّ في البرتغال ؟ أمّا أكبر الإنجازات فهي بصصد التحقّق على ضفّتي نهر التّاج الذي يخترق العاصمة برشلونة وعلى السّاحل الأطلنطيّ التي يتمو فيه المركّبات السّياحيّة على نسق حثيث .وهو ما ينبئ بمستقبل زاهر للقطاع السّياحيّ في هذا البلد الذي بلغ عدد زائريه في السّنة الجارية 2015 إلى حدّ الآن 15،100.000سائح. وختاما لماذا لا ينكبُّ التّونسيّون في دراسة هذه التّجربة البرتغاليّة وبستخلصون منها الدّروس اللاّزمة؟ (انتهى تقريري عن الرّحلة التي قمت بها إلى الأندلس في النّصف الأول من شهر أوت/أغسطس/آب 2015 ) شنترين – البرتغال لشبونة قصر آخر أمير عربي – شنترين – البرتغال 2015 ( 14أوت/أغسطس/آب 2015 ) لشبونة – البرتغال (15 أوت/أغسطس/آب 2015 ) على إحدى ضفتي نهر التاج بلشبونة (15 أوت/أغسطس/آب 2015 ) انتهى 2015-08-28 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet