صيد الظّلال : قصة قصيرة جديدة لمحمد أسعد سموقان- اللاذقية – سورية 12 يوليو,2015 محمد أسعد سموقان – مشهد- قبل المغيب ،وعلى كتف الرمان من قرية ضهر السرياني،كنت أردد تلك الكلمات..أسير ..فيتبعني ظلي أو أجره خلفي ، فيلامس الدروب الضيقة للحاكورة .هكذا أواجه الشمس ،فأرى ظلال الشجار تتطاول وتمتد كلما مالت الشمس نحو المغيب..لا صوت إلا صوت خطاي المنغرسة في التربة ولا شيء يتغير إلا حركة جسدي في الفراغ وامتداد ظلال الأشجار . وعلى الدرب الموصل إلى سفح الحجاج..كنت لا أرى إلا كسل الأوراق المتساقطة .أما الأخضر في تلك الأشجار العالية ، فكان يزداد ضياء وربيعاً .. متفجراً بحياة جديدة وبوهج الشمس الذي يزيد الأوراق خضرة وحيوية.. – رؤية – كان ظلي يتركني كلما دخلت بالدرب الضيق بسفح الحجاج ، حيث على جانبي الدرب ,..البلان ونبات (الكنفشري) الأخضر الكثيف يغطيان أحياناً الشمس ، فيفلت ظلي بين الفينة والأخرى ،لتنطبع على جسدي ظلال سيقان الديس و أشواكه.. وثماره أحيانا.. كنتُ ألحظ لون ظل الثمار .. يختلف من ثمرة إلى أخرى ،كما كنتُ ألحظُ أنه لا وجود للون الرمادي إلا في ذاكرتي / والتعلم الخاطئ الذي ورثناه عن لون الظلال .. – قرار- بدأتّ أروح وأجيء في ذلك الدرب ، أحاول أن أغمض عيني عما رأيته من ظلال ..لأفصل بين ظلال الذاكرة وظلال الحلم ، ثمّ ظلال الواقع .. فأسمع الأصوات التي تحدثها تكسّرات أوراق (الكنفشري) اليابس ،وسيقان الديس تحت قدماي ..والمسافة كانت حوالي الكيلو متر ..حاولتُ أن أشكّل إيقاعاً معيناً ..أسير بحطي متساوية قي المسافة والزمن ..فأسمع زخّة أو رشة من الأصوات الصغيرة لتكسّرات الأوراق والعيدان اليابسة ، وهكذا كانت تتكرر هذه النغمة للأصوات الصغيرة ، من بدء ملامسة القدم وحتى رفعه . وهكذا كنتُ أروح وأجيء ،أسرّع الخطا وأمشي ببطء أحياناً ..أتلذذ بهذا الكشف لموسيقا الإنسان والطبيعة ، ورحت أنتشي عندما أستطيع أن أميّز أصغر صوتٍ يصلني ، وأحاول أن أسمعه منفرداً عن الأصوات الصغيرة الأخرى التي تشبهه في الشدةِ والحدةِ لكنها تختلف عنه بالطابع ..هي مساحات الجسد تتحول إلى آذان وتستسلم لصوت الطبيعة أكثر من لونها ..ٍ. – جواب – يلامس جسدي أحياناً أوراق (الكنفشري) والطيون والبلان ، فيختلف صوت حفيف النبات مع النبات .وفي نهاية الدرب ، كانت أدغال النبت والعشب الأخضر واليابس يتكوّم بعضها فوق بعض وتتزين بثمار الديس الأحمر والأخضر المحمر..ثم البنفسجي الغامق الموزعة في الأعلى و الأسفل وحين أقترب منها أكثر يصبح رأسي فوق كل تلك الثمار وخاصة حينما أمطّه وأقف على رؤوس أصابعي لأقطف حبة ديس يانعة ، أو أكثر الحبات امتصاصا للضوء .. فأبدو مسيطرا على مشهد الديس ، وأرى جميع الحبات(ثمرات الديس) من الأعلى تتوزع فوق الأوراق الخضراء بدرجاتها المختلفة ، حسب استقبالها لظلال أكثر علوا .. وحسب الوقت التي تصل فيه تلك الظلال . إنه نور على نور وظل فوق ظلال ظلال الأوراق , وظلال الأغصان – 4 – قلت في تلك اللحظة ((الآن اكتشفتها)) ثم عرفت أن لون الظل يتغير بمداعبة الشمس الهاربة وأن الظلال تقترب مني ببطء شديد.. وأراها حسب ميلان جسدي لقطف الديس في أعلى الدغلة أو أسفلها.. هكذا يصطاد الظل من أعلى امتطاط الجسد .. نوابض لأغصان وأوراق تكدست من ألاف السنين… – نشوة – وحده رفيف أجنحة العصافير يتقاطع مع ظلال الأوراق.. ويمنحك لون التحليق.. فيسيطر جسدك على الدغلة والوادي السحيق..؟ 2015-07-12 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet